الأحد، 8 فبراير 2009

كــابوس


" رأيتني أمشي في شارع طلعت حرب ممسكا بيد صغيري علي ، و فجأة رأيت في الميدان كهل دميم يهجم على سيدة تسير لوحدها و كانت شابة و ذات قوام جميل و لكن عندما اقتربت الصورة أكثر من وجهها رأيته وجه شاحب يدل على إرهاق شديد ، دفعها الكهل فأسقطها أرضا على الرغم من كهولته و شبابها و رمى نفسه فوقها محاولا نزع ملابسها لاغتصابها ، التفت يمنة و يسرة في فزع لأرى رد فعل الناس و لكن الغريب أن الناس كانت تسير و كأن شيئا لم يكن يحدث في وسط الميدان أمام أعينهم مباشرة .. و رأيت في الطرف الغربي للميدان شخص جالس أدركت بشكل ما أنه فتوة من فتوات حارات نجيب محفوظ و أنه فتوة هذا الميدان.. جلس يدخن الشيشة و يضع قدما على الأخرى و كأنه لا يرى ما يحدث ،و كانت الشابة تقاوم الكهل بشدة حتى ظهر أمام عيني فجأة مجموعة من البشر أربعة من الرجال و سيدة ،أحد الرجال كان قزما و آخر على كرسي متحرك و آخر طويل و يزين وجهه شارب عريض و الأخير شيخ طويل اللحية يرتدي جلبابا قصيرا و السيدة كانت أشبه بصورة الفلاحة في كتب المطالعة طويلة ذات رقبة طويلة و التجاعيد تملأ وجهها كأنها شقوق تم حفرها باليد كحيلة العينين ساحرة و كانوا يتقدمون ناحية الكهل و الشابة فأدركت أنه الخلاص للشابة الملقاة على الأرض، و لكن ما حدث كان غريبا للغاية فقد توقف القزم و الآخر الجالس على الكرسي المتحرك و أخذوا يصرخون و يهتفون بكلمات لم أستطع تمييزها على حين توجه الرجل ذو الشارب العريض ناحية الكهل و أخذ يهزه من كتفه و لكن الكهل لم يلتفت إليه ، و الغريب كان في الرجل ذو اللحية و السيدة ففجأة رأيت السيدة الجميلة ترتدي نقاب و تسير بجوار هذا الشيخ و كأنها زوجته حتى اقتربا من الكهل و الشابة فتفرقا و ذهب الشيخ ناحية الفتوة فقبل يده مبديا له الطاعة ثم جلس بين يديه يشعل له الفحم في الشيشة ، أما الفلاحة فقد افترشت الأرض و بكل برود مددت يدها اليسرى و وضعتها على فم الشابة لتكتم صوتها تماما و باليد الأخرى تشير إلي الكهل ليسرع في إنهاء ما يريد ، شعرت بالصدمة من فعلة الفلاحة القاسية و لكن عندما اقتربت الصورة من وجهها الذي يغطيه النقاب إلا العينين رأيت فيهما دموعا محبوسة ، و فجأة توقف الجميع تماما و كأنهم شعروا بوجود غريب معهم و هو أنا ثم نظروا جميعا إلي للحظة ثم توجهوا بنظرات طويلة إلي علي ابني الذي اشتدت قبضته في يدي .. فقمت من نومي فزعا عليه "