الاثنين، 11 مايو 2009

الصاري

الصاري – قصة قصيرة

"

- أيها الأغبياء ، السفينة ستصطدم بالجبل لا محالة و سنهلك جميعا .

صرخت من أعلى صاري السفينة حيث عملي الذي لا أعرف غيره منذ ولدت .. حتى أني لا أتذكر متى صعدت من سطح السفينة إلي هنا حيث أعمل و أعيش ، و كأني لم أكن موجودا قبل هذا ، و كأني ولدت هنا .

- يا أغبياء يا عديمي الإحساس ، سنهلك .

واصلت صراخي عليهم ، هؤلاء المتخلفون الذين يعملون بالأسفل ، لماذا لا يسمعونني ! ، لماذا ينظرون إلي بهذه البلادة عندما أصرخ فيهم ! ، كأنهم لا يصدقونني ، ماذا أفعل ، السفينة تقترب من جبل ضخم و إن لم يفعلوا شيئا في الحال سنهلك بالفعل ، و لكن كيف لا يصدقونني ، فالجبل اقترب لدرجة أنه أصبح في مرمى نظرهم هم أيضا ، كيف لا يرونه ! ، لا أعلم شيئا ، لقد أصبحت مشوش تماما ، إني أصرخ عليهم منذ فترة طويلة و لا يفعلون شيئا و الآن أصبح الجبل هو أيضا و كأنه يصرخ عليهم ليتفادوه ، فإذا كانوا لا يصدقونني أفلا يصدقون الجبل .

- يا متخلفين ، إن القبطان يقودوكم إلي الهلاك ، فلتفعلوا شيئا .

ما هذا ! ، أيعقل أن يكون في إحدى نزواته المجنونة أفقدهم جميعا السمع ، و لكن حتى لو أفقدهم السمع ألا يرون الجبل يقترب ، كما أنهم يسمعونني عندما أصرخ فيهم و لكنهم ينظرون إلي نظرات كلها بلادة و لا مبالاة ، إذن فهو المخدر ، آه لو أستطيع النزول إليهم و لكني لو تركت مكاني فمن سيتابع مسار السفينة .

- استيقظوا يا أغب...

لا لن أصرخ فيهم ، إنهم مخدرون ، و أنا أعلم هذا تماما ، بل و كنت شاهدا على القبطان و هو يضع لهم المخدر في الطعام حتى يصبحوا تابعين أذلاء و تصبح له سيطرة كاملة عليهم ، كيف تركته يفعل بهم هذا ، لم أدرك وقتها أنه سيأتي الوقت الذي يتحتم فيه أن يكونوا في كامل وعيهم و إدراكهم ، لقد كنت شريكا للقبطان في كل هذا ، فمن هنا أستطيع رؤية كل شيء بالأسفل ، لماذا تركته يفعل بهم هذا .

- ألا ترون هذا الجبل ؟

مرة أخرى صرخت فيهم ، و لكن هذه المرة صرخت بمرارة مذنب شارك في هذه المأساة لقد انشغلت بجمال البحر أمامي و بالأفق الوسع و ألوان السماء المبهرة و تركتهم وحدهم في مواجهة ما يحاك لهم ، كيف تخيلت أن وظيفتي فقط كانت في متابعة مسار السفينة ، كيف أكفر عن ذنبي ، كيف أنقذهم و أنقذ السفينة الآن ، لابد أن يفيقوا من أثر هذا المخدر ، و لكن كيف هذا .

- يا رجاله ، سأغني لكم لأعينكم على أعمالكم كما يفعل البناءون في أعمالهم ، فلتعطوني آذانكم لتستمتعوا بغنائي .

إنهم يتطلعون إلي الآن ، أعتقد أنهم لا يفهمون ماذا أفعل، حتى القبطان ينظر إلي باستخفاف ، و لكني نعم سأقوم بالغناء ، سأحكي لهم عن الأرض التي ستصل لها السفينة عندما نعبر هذا الجبل بسلام ، سأمنحهم الأمل بأنهم يستطيعون تفادي الاصطدام بهذا الجبل ، سأمنحهم أحلام و سأمنحهم المستقبل في هذه الأحلام ، فقد يتخلصوا بهذا من أثر المخدر ..

سأبدأ الآن و فورا فالجبل اقترب للغاية ..

"

مايو 2009

هناك 5 تعليقات:

شمس النهار يقول...

القصه جميله جدا
وتحمل اكتر من معني
عارف عامله زي اللوحه اللي كل واحد بيشوفها بعينه هوه

انا ملاحظه انك بتميل للطريقه دي في الكتابه
وحقيقي انت بتجيدها جدا

حمد الله علي السلامه
بس الغيبه كانت طويله المره دي
صح

أنا و دماغي يقول...

ربنا يخليكي على متابعتك و تشجعيك المستمر لي
تشكررررري

Ahmed Ragab يقول...

سجاد
شقق
فلل
كنب
مجالس
مسابح
منازل
موكيت
رش
شفط
عزل
عزل
كشف
البق
نمل
مكافحة
نقل
تسليك
شقق
فلل
مجالس

مسابح
واجهات
رش
عزل
عزل
عزل
مكافحة
نقل
تسليك
شقق
فلل
مجالس
مسابح
نقل
واجهات
رش
عزل
عزل
عزل
مكافحة
نقل

تسليك
شقق
فلل
مجالس
مسابح
واجهات
رش
عزل
عزل
عزل
مافحة
نقل
تسليك
شقق
فلل
مجالس

ggv يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ggv يقول...


شركة الشعلة
شركة تنظيف منازل بمكة
شركة تنظيف خزانات بجازان

شركة تنظيف منازل بابها
شركة نقل اثاث بابها
شركة دهانات وديكورات بمكة