الأحد، 7 سبتمبر 2008

الحلقة الثانية بعد المائة الرابعة

الحلقة الثانية بعد المائة الرابعة

بدأ قمريار رحلة المجهول بالصعود لقلعة السلطانة قمرزاد و التي تقع أعلى قمة جبل يحيط بالبلد .. و عندما وصل إلي القلعة وجد بابها بابا معدنيا عظيما فمد يده و حرك الحلقة المعدنية الكبيرة الموجودة على الباب ليطلب الإذن بالدخول للقلعة ... ففتح الباب على حارس ضخم الجثة مفتول العضلات و لكن الغريب في هذا الحارس أنه كان منكس الرأس و نظراته كلها منكسرة و حزينة ..تغلب قمريار على دهشته و قال له : أنا هنا لأتقدم للزواج من سلطانة البلاد .. فلمح عند نهاية ما قاله دموع تتلألأ في عيني هذا الحارس الذي أشار له بالدخول بدون أن ينطق بأي كلمة و إن أصبحت الدموع المحبوسة في عينيه حرة تنساب على وجهه .. و أشار له الحارس إلي باب موجود في نهاية سلم طويل إشارة فهم منها قمريار أن هذا هو الطريق الذي عليه أن يواصله .. فصعد السلم حتى وصل للباب فطرق عليه ففتح له حارس لا يختلف عن سابقه كثيرا غير أنه أوسم شكلا و لكنه أيضا كان منكس الرأس ذليل و حزين .. و بنفس الطريقة أشار له الحارس بمواصلة طريقه عبر دهليز طويل ينتهي إلي بوابة عظيمة وقف عليها رجلين عظام بنية الجسد و لكنهما لا يختلفان عمن سبقوهما فأوجس في نفسه خيفة أن يصبح مصيره مثل هؤلاء خاصة أنه لا يدري ما السر الذي جعل أعظم الرجال بهذا الانكسار و الذل .. و لكنه تغلب على خوفه و طلب من الحراس مقابلة السلطانة ليطلب يدها ففتحوا له الباب الذي يدخل على جناح السلطانة .. فوجد قمريار الجناح عظيم و جميل و مبهر .. مربع الشكل جانبيه الأيمن و الشمالي عبارة عن شباك ضخم من الزجاج يطل على حديقة رائعة مناظرها خلابة يمتزج لونها الأخضر الرائع مع لون السماء الصافية فأحس قمريار براحة نفسية كبيرة ...و يوجد أمام كرسي العرش نافورة عظيمة أضافت جمالا فوق جمال للجناح السلطاني .. و الجناح ممتلئ بالورود من كل نوع و شكل جعلت رائحة الجناح كرائحة الجنة خاصة أنها ممتزجة بموسيقى هادئة لا يعلم قمريار من أين تنساب و لكن كل هذا جعله متمسك أكثر بالتحدي و نسي كل مخاوفه ... و فجأة انفتح باب جانبي و دخلت منه امرأة في منتهى القبح و القوة كانت أقرب للرجل منها للمرأة إلا أن هناك بعض التضاريس الباقية في جسدها دلته على أنها امرأة ..فأصابته دهشة ممزوجة بغم شديد .. لقد أخذ أكبر مقلب في حياته .. أهذه هي السلطانة ..و لكن فجأة ازدادت دهشته حيث فوجئ ....

ليست هناك تعليقات: